سيرة حياة جوزي فريزنسكي

1917 – 1988

وُلد جوزيف فريزنسكي عام 1917 في فرنسا من والدين مهاجرين (كان والده بولندياً ووالدته إسبانية) في حيّ فقير في مدينة أنجيه. ترعرع في عائلة عانت النبذ والبؤس الشديد.

تعلّم مهنة الحلواني في عمر الثالثة عشرة. واستمرّ في هذا العمل حتى عمر التاسعة عشرة. دفعه أحد أصدقائه من العُمال إلى الانتساب إلى الشبيبة المسيحية العاملة، وهكذا نما فيه حلمه بأن يصبح كاهناً. ولكي يحقّق حلمه، عاد وهو في التاسعة عشرة من عمره إلى مقاعد الدراسة مع أولاد الثالثة عشرة. عم 1936 دخل المدرسة اللإكليركية. وبعد مرور عام، استدعى للقيام بخدمته العسكرية. وكان لا زال جندياً جين أعلنت الحرب العلمية الثانية، عام 1939. وقع في الأسر عام 1940 ولكنه تمكن من الهرب وأكمل دراسته في المدرسة اللإكليريكية في مدينة سواسون، حين عُين كاهناً عام 1946، وكان في التاسعة والعشرين من العمر.

عُين قسّا في مدينة عملية اسمها ترنيه ومضى ثلاث سنوات يحاول أن يعرف عن حياة عائلات العُمال الأكثر فقراً في المنطقة وأن يشاركهم فيها. عم 1950 عُين كاهناً في مدينة دويزل، و ذهب في شتى انحاء فرنسا ويجذب الشبيبة ويؤسس مجموعات للصلاة، لكي يسمح لكل واحد أن يكتشف عذاب الأشد فقراً.

عام 1956 اقترحه الأسقف أن يلتقي العائلات الثلاث مئة التي تعيش في الوحل والبؤس في مخيم نوازي لو غران، قرب باريس. وفي مواجهة هذه العذاب، قرر أن يربط حياته بحياة تلك العائلات، وبعد سنة قام معها بتأسيس جمعية أ. ت. د. العالم الرابع. مسلحاً بالشجاعة، أنشأ وسط هذه المدينة الصفائح مكتبة وحضانة وكنيسة صغيرة لتحل أماكن توزيع الحساء والملابس المذلة. وفي الوقت نفسه اراد أن يعلج أسباب البؤس عبر تأسيس أول معهد للأبحاث حول الفقر المدقع، وجمع باحثين من مختلف أنحاء العالم و الاختصاصات. عام 1960 انضمّ إليه أول المتطوّعين الرجال والنساء، وأسسوا معا المجموعة من المتطوعين الدوليين الدائمين التي تضمن أكثر من 450 عضواً من 40 بلداً مختلفاً، من جميع الثقافات والأديان والفلسفات. وخلال ثلاثين سنة استمر جوزيف فرزينسكي في جمع رجال ونساء من كافة الأوساط والميول السياسية والدينية، حوله وحول العائلات الفقيرة جداّ في العالم. و حت الآن وافق الألاف منهم في القارات الخمس على بناء حلقاً مع الأشد فقراً.

أسس جوزيف فرزينسكي أيضا تابوري، هو عبارة عن تيار من الصداقة بين الأطفال في كل البلدان ومن كل البيئات والذين تعاهدوا أينما وجدوا، ان يحصل كل طفل على نفس الفرص. و الأن يشارك الآلاف من الأطفال في تابوري ويتحدثون عن حياتهم، و يعبرون عن رفضهم من الفقر والحرب والعنف، حتى قبل القادة العظام من العالم.

قابل الكبار والصغار، العائلة المتواضعة في منزلها الفقير، ورئيس الجمهورية في قصره وصولاً إلى أمين عام الأمم المتحدة، وحمل للجميع الرسالة نفسها : “لا يمكن احتمال البؤس، يجب الالتزام بالعمل سوياً على إنهائه.”

برز حدثان مهمان في اعام 1987، السنة الأخيرة من حياة جوزي فريزنسكي :
  تبنّي الجلس الاقتصادي الاجتمعي في فرنسا تقرير جوزي فريزنسكي عن “الفقر المدقع والوضع لاقتصادي والاجتمعي ال مزعزع” الذي يعتبر برنامج حقيقي مكافحة الفقر.
  وفي 17 تشرين الأول أكتوبر احتشد مئة ألف (100000) شخص في ساحة الحريات وحقوق الإنسان (تروكاديرو) في باريس، بمناسبة وضع جوزي فريزنسكي لوحة تذكارية لذكرى ضحايا البؤس حول العا&#160 ;م، داعياً الجميع لللإتحاد من أجل القضاء على البؤس.

0 comments Leave a comment

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.