تم إرسالي إلى الأوساط الأكثر فقراً

كان الأسقف، الأب “دويار” كاهني في مدتنة “أنجيه”. كان يعرف والدتي جيداً وكان يكُنّ لها احتراما فائقاً. لقد علمني الكثير لا سيما احترام الفقراء: كان يأتي لزيارة والدتي مرّتين في السنة، المرّة الأولى يوم عيد ميلادها والثانية ليطلب منها التبرّع بالنقود للرعية. لم يكن يأتي ليعطي مساعدة بل ليتلقّاها.

ذات يوم ناداني وقال: “طلب رؤيتك لأن هناك مخيم في مدينة “نوازي لو غران” يضم 252 أسرة ربما 300 أسرة إن احتسبنا الأسر الداخلة خلسة إلى البلاد. وقد قصده العديد من الكهنة إنما لم يتمكنوا من البقاء فيه، لأن تلك العائلات طردتهم. اذهب إلى هناك إذا شئت، ستة أشهر، أو سنة ومن ثم عُد. ستعتبر دوماً عضواً في الأبرشية.” مضى على ذاك ثلاثون سنة وما زلت من الأبرشية.

حين وصلت إلى مخيم “نوازي لو غران” قلت فوراً في قرارة نفسي: “لن يتمكن هؤلاء الأشخاص من التغلّب على وضعهم. يجب – وقد قطعت عهداً على نفسي – أن يعتلوا أدراج قصر الإليزيه1، والأمم المتحدة والفاتيكان. سيقبلهم الجميع وسيُعترف بهم.”

هذا الوعد الذي نقلته إلى جميع المتطوعين قد تحقّق. وباتت الحركة (ATD العالم الرابع) عالميّة على الفور، يوم وطأت قدماي “نوازي لو غران”.

1 الإليزيه هو المقر الرسمي لرئس الجمهورية الفرنسية.

0 comments Leave a comment

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.