أنضّم إلي شبان

Des jeunes m’ont rejoint

المحبّة تعدي. فحين نحبّ فعلاً شخصاً ما نجد أشخاصاً آخرين لنحبّهم، لا نحب أبداً منفردين. ومن الواضح أن العائلات احبّتنا منذ البداية، لأنها شعرت أننا صادقون. وأنا أتكلّم بصيغة الجمع لأنني لم أفعل يوماً شيئاً بمفردي وهذا كان من حظي.

منذ البداية انضمّ إليّ شبان ولم يفارقوني. “إريكا” كانت ألمانية. وبعد لقائها بحركتنا، تبدّلت حياتها بشكل جذريّ، لكن مرض السرطان أودى بحياتها منذ بضع سنوات. كذلك جاءت “برناديت” الملحدة. ومن ثم “آن ماري” التي أتت صدفة إلى مخيّم “نوازي لو غران”. تلك الفتاة الدانمكية لم تكن تجيد أيّ كلمة باللغة الفرنسي، وأنا لم أكن أفهم ما تقول. لم أقضّ عليها الحكايات، بل قلت لها: “هذه غرفتك، وهذا سريرك”. كانت الغرفة عباره عن تخشيبة في حالة مزرية تعجّ بالحشرات. ومن هناك اصطحبتُها لمقابلة العائلات. لم تكن تجيد اللغة الفرنسية إنّما كانت تتمتّع بابتسامة وبديناميكية لا مثيل لها، لدرج أن الناس كانوا يتبعونها في ما كانت تفعل: كانت تغسل الأطباق والملابس وتنظّف المنزل. هذا كان مذهل. ومن ثم أتت “فرنسين”، وتلاها “كثرين”..

لم يكن هؤلاء الأشخاص ملتزمين اجتماعياً أو دينياً بل كانوا أحرارً، قلباً وأيادٍ. كانت جيوبهم فارغة إنما قلوبهم تفيض بالحب.

0 comments Leave a comment

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.